الثلاثاء، 31 مايو 2011


و تقتربين قليلا من مداراتي تجديني طفل عاشق نصفي بحور الشعر وعذب قوافيه .. و الأخر دواة حبر من أنفاس أنوثتك استقيه .. فسيري في ربوع سهولي تجدي هذا القلب ينابيع حب وجداول عشق تتهادى لتصنع لك سنابل هوى لا تحصد بسمائها غيوم شوقا لا تتفرق ... انا رجلا لا ابحث عن أمرأه احبها .. انا الباحث عن حب لاحب به امرأه .. حب اوجد انا حبا ذو سحر فريد .. حب فيه رقه وحنان وحنييييييييييييين ... هذا سيكون مذاق حبي لك سيدة القلب فيه انت واحده .. وحيده .. متوحده وايضا فريده
ساكتب طلاسم جنوني على الجدران بعدما كنت اكتب نظرياتي العلمية .... أحطم نوافذي وأشرعها بكل اتجاه بعد كسرها .... لعل صورتك تمر صدفة من أمام نافدتي على اكف النسائم الحزينة .... ايتها الحبيبة المستحيلة ..... يا من علميني كيف أصبح بالحب إنسان .منقول

الجمعة، 27 مايو 2011

الانثى


الأْنْثَى وَردةٌ حَمراء ...

لا تقطفها أيها الرجل ..

الأنثى كالورد ألجوري 00وردةٌ حَمراء ملمسها مُخْملي 00
وعبيرُها أميري ورائحتها عَطر ومنظرها يسرُ القلوب ويُفرح الفؤاد00
وهي وردةٌ رقيقة لا يصلح معها الإ الحنان والعطف 00


لآ تقطفها أيها الرجل 00 !!

فطالما أنها في أرضِها الطيبة فإنها ستعيش مدةٌ أطول00
أما قَطفُها
بإهانتها والتقليل من احترامها فهذا وابِلُة سيعود عليكَ
بالضرر 00 لأنها ستذبل00
وستبخل عليكَ بأريجها ورائحتها ومنظرها 00


الأنثى كالورد ألجوري ملتفة بجمال لتحتفظ بأريجها ومنظرها الخلاّب00
أعطى الأنثى الحب والحنان والعطف
اجعل من حضنك أرضاً تنمو وتعيش فيها هذه الأنثى
اجعل من صدرك مشرباً تستقي منه الأنثى كل الحب والحنان00
اجعل من عَينيكَ جمرةٌ تُشعل بها كل شمعه حب بينكما00
أعطها من كيانك كل ما تجود به نفسك00

هذه الوردةُ ألجوريه 00 لونها أحمر 00
فحبها يجري في جسدك جريان الدم فيك 00
لونها أحمر 00 كلون خديها حينما يضربهما الحياء 00
لونها أحمر 00 كحمرة العينين عندما تبكيان على فراق حبيب قلبها00 !!

الأنثى هي بنك السعادة 00
فأستثمر فيه كل أنواع الحب والعطاء 00
لكي تربح حبها وعطفها وحنانها 00

~] أخبرها [ ~

بأنك في حاجةٍ إليها وبمدى امتنانك لوجودها 00
أخبرها بجمال فستانها الجديد 00
أظهر لها دهشتك من نعومة وملمس وجمال بشرتها
أحمد الله تعالى أمامها لأنه رزقك هذه الأنثى
وَإذا بَكت لأمر ما أحتضنها بحنان وقبّل يديها

كُنْ رَجلاً بأن تتمالك نفسك عند الغضب
ولا تنقض عليها كالمفترس !
أسألها عما يعجبها وعما تريد وترغب
لا تجعلها تنام وهي فى ضيق منك 
اجلب لها الأزهار وأطبع قبلة حنان على جبينها
حاول أن تكون صادقا كي لا تخسر احترامها لك وثقتها بك...
18 أكتوبر، 2010 ·منقول من  الدفاتر المستباحة

· 

الخميس، 26 مايو 2011

كا الوردة الدمشقية

مزروعا على قارعة الطريق

انثر عبير محبتي على كل القلوب

اتت الاشواك الغريبة لنخر جسمي

من كل الابعاد

ومن كل الاطياف

ومن كل الاجناس

وهبت الرياح

وانهال المطر

وبقيت متمسكا بتربتي

يا سيدة الاقمار

ويا سيدة البحار

والشطئان المسلوبة

عطفا على حالي

اعربيني بكل القوافي

وبكل لغات العالم

فأنا جزء من قاموسك الزاخر

با اهازيج الحب وقصص الغرام


يا سيدة قلبي وروحي

لا زلت ابحث عنكي

ممتطيا مركبي الخشبي

بدون شراع

لتتقاذفه الامواج

لعل الحظ يواتيني

يا سيدتي

اين انتي الان مني؟

فبعدكي يقتلني

وانا وهن مني العظم

وكلت قدماي من كثرة المسير

في ازقة هذا العالم

الفترش كل ارصفة الطرقات

والتحف السماء

في لحظات غيبوبتي




الأربعاء، 25 مايو 2011

سنضل كا الزيتون

سنظل كالزيتون...اقتلوا ما شئتم.. واقتلوا من شئتم 

اشرعوا سيوفكم.. واطلقوا رصاصكم... من أنتم؟

يا قاتلين كل شيء.. يا سارقين كل شيء .. من أنتم؟

إني أشك ألف مرة أنكم بشر!!

كسرتم الألواح.. سرقتم الأفراح من قلوبنا

نكأتم الجراح.. زرعتم الأتراح في بيوتنا

من أنتم..؟ من أنتم..! يا جيفة البشر؟؟

صنعتم من عجلكم إله.. وقلتم إنه القدر!!

قتلتم الأزهار والنبات والشجر

جرفتم التراب والبيوت والبشر

روعتم اإنسان حاربتم الأمان

قتلتم النهار والضياء، والهواء.. محقتم القمر!!

لن يغفر الشجر../ لن تنحني الهامات.. لا.. لن يسكت الحجر.

أطلق رصاصك أيها الوغد الجبان...

أطلق رصاصك نحن لا نخشى الرصاص! لا النار ترهبنا ولا عصف الرياح!

إنا صنعنا من جراحات العذاب لنا وشاح..

سنظل مثل الصخر في جبل الخليل...سنظل كالزيتون في أرض الجليل..

سنظل كالشهداء في غزة...فهم الدليل..

و هم القناديل المضيئة للسبيل...و بكفهم يشدو الحجر

يا قاتل الأطفال إنا سائرون..حتى ولو عجنوا مع الخبز المنون...

لن نرهب الرشاش و الصاروخ و المدفع..

لن يخضع الشعب المعمد بالدماء و لن يلين

فلقد حلفنا أن نكون أن نكون

فليخسأ التخاذلون المرجفون...فليذهبوا لجهنم فهي المصير لكل خوان خأون

منقول

الثلاثاء، 24 مايو 2011

جبران خليل جبران



ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين ، ويل لأمة تلبس مما لاتنسج ، وتأكل مما لاتزرع ، وتشرب مما لاتعصر ، ويل لأمة تحسب المستبد بطلا ، وترى الفاتح المذل رحيما ً، ويل لأمة لاترفع صوتها إلا إذا مشت بجنازة ، ولا تفخر إلا بالخراب ولا تثور إلا وعنقها بين السيف والنطع ..
ويلٌ لأمة سائسها ثعلب، و فيلسوفها مشعوذ، و فنها فن الترقيع و التقليد. ويلٌ لأمة تستقبل حاكمها بالتطبيل و تودعة بالصَّفير، لتستقبل آخر بالتطبيل و التزمير. ويلُ لأمة حكماؤها خرس من وقر السنين، و رجالها الأشداء لا يزالون في أقمطة السرير. ويلٌ لأمة مقسمة إلى أجزاء، و كل جزءي يحسب نفسه فيها أمة."
 جبران خليل جبران

الطريق نحو المجهول


عندما لفظتني مدن اليابسة
انطلقت نحو المجهول البعيد
قاصدا مدن الثلج والجليد
ابحث عنها في سنوات الضياع
وكان مركبي الخشبي
يتحطم شيئا فشيئا على الشطئان المنسية
الى ان قذفتني لمقعد خشبي
لم اجد عليه سوى  عنوانها
وكان وردة احلامي
نضال النوباني

السبت، 21 مايو 2011



مسائكم ورد احبتي
اعترف دوما اني ولدت فقيرا
وعشت فقيرا
ولا زلت فقيرا
وحلمي يوما ان اكون من الاغنياء امتلك فيلا فخمة وسيارة فارهة
وزوجة رائعة تملك من الجمال  ما لم يمتلكه احد من قبلها
جمال الخلق والاخلاق
وابتدات رحلة الانطلاق الى عالم المجهول
بدءا من شاطئي المسلوب مخترقا بحور النسيان
على صهوة  قاربي الخشبي
لابحر  بدون اشرعة  او بوصلة لتتقاذفني الامواج حيثما تشاء
التقيت في رحلتي  المجهولة كل نساء الارض  في كل الابعاد الكونية
واستوليت على كنوز قراصنة العهود البائتة
واصبحت من الاغنياء
في عالم لايوجد به احد غير الاسماك والحيتان
وحينما اسيقظت من حلمي

وجدت نفسي  نائما على الرصيف مفترشا الارض وملتحفا السماء

احلام فقير
نضال النوباني

الخميس، 19 مايو 2011

 الى الذين رحلوا
وتركوا  ذكراهم بقلوبنا
وخناجرهم مغمودة  بقلوب اعدائنا
الى شهداء  الانتفاضة العربية الفلسطينية الثالتة
الذين  ارتقو ا لعنان السماء لملاقاة  ربهم الرحيم سبحانه
الى الذين استشهدو لنحيا  ولتبقى فلسطين حرة عربية   ا
ستبقى ذكراكم مشعلا ينير دربنا حتى تحرير الارض والانسان

السبت، 14 مايو 2011


مَتى تَصلونَ ... ؟

هَلْ تُبْتُم عن النِضالِ

أَمْ أصَابكُم شللُ !

متى تصلونَ ... ؟

ستونَ عامًا

ونحنُ نَنْتظرُ

ستونَ عامًا

ما أَصابَنَا مللُ

ستونَ عامًا

تُفَضُّ بِكَارتَنا ...

تُتَبادلُ فوقَ جِراحِنَا القُبَلُ

ستونَ عامًا

كُلُّهَا أملُ ...

والصمتُ يُطبِقُ على آخر أغنيةٍ  

... لحنٌ للرجوعِ

... ولحنٌ للخضوعِ

وعلى الصمتِ نقتَتِلُ

آه يا وَطَني

كَمْ أَنَا خَجِلُ

يُوقِظُني المَنْفَى على منفى

تسابقتْ إِعدادُهُ دولٌ

ثُمَّ لَمْ يَصِلُوا،

... ثُمَّ لَنْ يَصِلُوا . !      lمنقول

الخميس، 12 مايو 2011


فلسطين - لعلي محمود طه


أَخِي ، جَاوَزَ الظَّالِمُونَ المَـدَى ..... فَحَقَّ الجِهَادُ ، وَحَقَّ الفِـدَا

أَنَتْرُكُهُمْ يَغْصِبُونَ العُرُوبَــةَ ........ مَجْدَ الأُبُوَّةِ وَالسُّــؤْدَدَا ؟ 
وَلَيْسُوا بِغَيْرِ صَلِيلِ السُّيُـوفِ ...... يُجِيبُونَ صَوْتَاً لَنَا أَوْ صَدَى
فَجَرِّدْ حُسَامَكَ مِنْ غِمْــدِهِ ..... فَلَيْسَ لَـهُ، بَعْدُ ، أَنْ يُغْمَـدَا 
أَخِي، أَيُّهَـــا العَرَبِيُّ الأَبِيُّ ...... أَرَى اليَوْمَ مَوْعِدَنَا لاَ الغَـدَا
أَخِي، أَقْبَلَ الشَّرْقُ فِي أُمَّــةٍ ..... تَرُدُّ الضَّلالَ وَتُحْيِي الهُـدَى 
أَخِي، إِنَّ فِي القُدْسِ أُخْتَاً لَنَـا ..... أَعَدَّ لَهَا الذَّابِحُونَ المُــدَى 
صَبَرْنَا عَلَى غَدْرِهِمْ قَادِرِيـنَ ...... وَكُنَّا لَهُمْ قَدَرَاً مُرْصَــدَا
طَلَعْنَا عَلَيْهِمْ طُلُوعَ المَنُــونِ .. فَطَارُوا هَبَاءً ، وَصَارُوا سُدَى 
أَخِي، قُمْ إِلِى قِبْلَةِ المَشْرِقَيْـن ِ... لِنَحْمِي الكَنِيسَةَ وَالمَسْجِـدَا 
أَخِي، قُمْ إِلَيْهَا نَشُقُّ الغِمَـارَ .... دَمَاً قَانِيَاً وَلَظَىً مُرْعِــدَا 
أَخِي، ظَمِئَتْ لِلْقِتَالِ السُّيُوفُ .... فَأَوْرِدْ شَبَاهَا الدَّمَ المُصْعَـدَا 
أَخِي، إِنْ جَرَى فِي ثَرَاهَا دَمِي ... وَشَبَّ الضَّرَامُ بِهَا مُوقــدَا 
فَفَتِّشْ عَلَى مُهْجَـــةٍ حُرَّةٍ ... أَبَتْ أَنْ يَمُرَّ عَلَيْهَا العِــدَا 
وَخُذْ رَايَةَ الحَقِّ مِنْ قَبْضَــةٍ ... جَلاَهَا الوَغَى ، وَنَمَاهَا النَّدَى 
وَقَبِّلْ شَهِيدَاً عَلَى أَرْضِهَــا ... دَعَا بِاسْمِهَا اللهَ وَاسْتَشْهَـدَا 
فِلَسْطِينُ يَفْدِي حِمَاكِ الشَّبَابُ ... وَجَلَّ الفِدَائِيُّ وَالمُفْتَــدَى 
فِلَسْطِينُ تَحْمِيكِ مِنَّا الصُّـدُورُ .... فَإِمَّا الحَيَاةُ وَإِمَّــا الرَّدَى


المصدر: http://university.arabsbook.com/threads/28011-شاعر-و-قصيدة-.......(-علي-محمود-طه-فلسطين-)?s=0bfbee30a5bb63b3f1ee26d3a21fba5e#ixzz1MA6YU87D

قسما اننا عائدون الى فلسطين الحبيبة

انتظرينا يا امنا اننا عائدون كعصافير اتعبتها السنون نحن هنا لكننا كنا هناك وسوف نكون

الثلاثاء، 10 مايو 2011

لحظات حنين للكرامة العربية المسلوبة


حثت عنها في كل الابعاد الكونية
وتخطيت كل حواجز الدويلات العربية المصنطعة
لا احمل جواز مرور
ولا احمل وثيقة سفر
 حملت حقيبة سفري وزوادة زادي
ضمة زعتر من مرج بن عامر
وبرتقالة من صيدا
وتفاحة من الجولان
ورغيف خبز طابون من بلدي
حضرني جدي الكنعاني
في تلك اللحظة
كانت دموعه تسيل على خده
نظر الي متعجبا
الى اين  الرحيل يا ولدي؟
فاجأني بسؤاله
استحييت ان اقول عمن ابحث
بكيت بصمت
وخناجر اخوتي تحفر في اعماقي
اجبت بصوت  يكاد لايسمع
اني افتقدها
سألني مرة اخرى
من يا بني؟
اجبت
ا الكرامة  يا جدي
كرامتي 
كراماي
كرامتي
وكانت رأسي مطأطأ
وعندما رفعتها
لم اجده

الجمعة، 6 مايو 2011

رسالة ليث شبيلات الى بشار الاسد


ة الرئيسية-

ملفات ساخنة

النص الكامل لرسالة ليث شبيلات الى الاسد ..!!

2011-05-04
عمان جو - وجه المعارض البارز ليث شبيلات رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، دعاه فيها للاستجابة لمطالب الشعب السوري بالحرية، معتبرا أن رد المظالم هو أساس الملك، وانتقد تعامل السلطات السورية مع "المعارضين البارزين المخلصين لسوريا"، خاصة المعارض هيثم المالح.
وقال شبيلات إن الرسالة أرسلت للأسد نهاية آذار الماضي بعد ثلاثة أسابيع من لقائه به في دمشق، حيث قدم له النصيحة بالإسراع بالإصلاح أمام موجات الثورات العربية، قبل أن يتحول الرئيس إلى "مشتك من الشعب" المطالب بالإصلاح.
وأكد شبيلات المعروف بعلاقاته الحميمة مع النظام السوري، أنه ينطلق في نصيحته من كونه محبا لسوريا ومؤيدا لمواقفها في الممانعة والمقاومة.
ووجه شبيلات نقدا لاذعا للروايات التي خرجت عن أركان النظام، والتي وصفت المتظاهرين بالمندسين وأصحاب الأجندات الخارجية، واصفا أجهزة النظام بـ"المحنطة".
وقال شبيلات -في رسالته المطولة، التي قال إنها وصلت إلى الأسد عن طريق مستشارته بثينة شعبان- إن "فتح قنوات اتصالات مباشرة بين الرئيس صاحب الكاريزما القوية وبين المجموعات الشبابية الراغبة في التغيير هو وحده الكفيل بهزيمة ذلك الخصم الذي هو اليوم أقرب للوهم، قبل أن يتطور الخصم إلى وجود مادي يدفع بالرئيس من خندق شعبه إلى خندق المشتكى منهم جذرياً".
وتابع أن "الرئيس وليس غيره (أكرر وليس غيره) هو الذي يجب أن يفتح أبوابه لهم ويجلس إليهم ساعات وساعات بفترات لا تتجاوز الأسبوع دون حاجب، مع إعطائهم الأمان بأن لا أحد يسمح له باضطهادهم على آرائهم ونصائحهم ومطالبهم، وأنهم هم شباب وشابات الرئيس، وأن من يمسهم يمس الرئيس، رئيس جميع السوريين وليس رئيس فئة منهم فقط، معظمهم من المطبلين المزمرين الغارقين في رشاوى الرتع، والذين يتنصلون من صاحبهم كما تنصل نظراؤهم من مبارك، وانقلب معظمهم اليوم بنفاق مقرف إلى تمجيد ثورة 25 يناير".
ودعا الرئيس للتوجه شخصيا إلى مدن درعا وحمص وحماة، وأن يتخذ قرارات جريئة ترد المظالم لأهلها قبل أن تتفاقم الأمور، ودعاه للاقتداء بالعاهل الأردني الراحل الحسين بن طلال، عندما حول المعارضين المطالبين برأسه في ستينيات القرن الماضي إلى جزء من النظام، وعندما توجه لمدينة معان عام 1989 بعد أحداث هبة نيسان، رغم أن المدينة رفضت استقبال ولي العهد، قبل استقبالها للملك.
كما طالب الأسد بالاقتداء بالنموذج المغربي، وقال في الرسالة إنه "لا بد من الاستفادة من الطريقة المبدعة الراقية العادلة التي تصدى بها المغرب الشقيق -مثلاً- لمعالجة مظالم الماضي بلجنة المصارحة والاعتراف والاعتذار، التي نقلت المغرب من توقف عند ماض يفجر المستقبل إلى مستقبل لم يتجاهل الماضي، بل عالجه بمواطنة نبيلة مبدعة".
وفي وقت سابق كان شبيلات قد وجه رسالة مباشرة إلى جلالة الملك عبد الله الثاني حملت نقدا لإدارة الحكم، ودعاه للإصلاح .
وفيما يلي نص الرسالة:
سيادة الأخ الدكتور بشار الأسد
رئيس الجمهورية السورية العتيدة المحترم
25-3-2011
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
تعلمون جيداً كم نحن مؤيدون لمواقف سوريا القومية وخندق الممانعة الذي تقوده، فمن هذا المنطلق، أي من خندق المحبين المتحالفين أبث هذه الرسالة، دفاعاً عن النفس قبل الدفاع عن أي موقف أو شخص يرد ذكره.
دفاعا عن النفس إذ إن خصومنا من المستسلمين للعدوان على الأمة المقبلين على صهينة أنفسهم ومجتمعاتهم يغمزون من قناتنا فيما يخص دعمنا وتأييدنا لمواقفكم. والثغرة الكبيرة التي ينفذون منها دون أن نستطيع الدفاع عن أنفسنا منها هي موضوع الحرية السياسية.
ففي الوقت الذي يعرف الجميع أننا مناضلون من أجل الحرية وحقوق الإنسان ونحظى في ذلك -بالإضافة إلى التأييد الجماهيري- بتأييدكم وإعجابكم، لا نستطيع أن نفسر للناس غياب جهودنا الحميدة لتحسين وضع الحريات في سوريا، فيصورون نبل موقفنا في دعمكم على أنه ازدواجية في المعايير!
هذا حالنا وحال العشرات من المناضلين في العالم العربي الذين نشاركهم موقفهم الإيجابي من سوريا الصامدة.
ويجب ألا يخفى عليكم مقدار التنازع الداخلي الذي يمر به كل واحد فينا بين اندفاعه الكبير في الدفاع عن الحريات في بلده ودفعه غالياً ثمن ذلك، وبين ضعف تدخله الجهري في ملف حقوق الإنسان في سوريا.
قبل ثلاث سنوات تشرفت بتلبية دعوة وزارة الإعلام السورية في النشاط الثقافي الذي ينظمه الأستاذ مناف فلاح لإلقاء محاضرة في مكتبة الأسد عنوانها: "لمن الكلمة اليوم أهي للأنظمة؟ أم للمعارضات السلمية؟ أم هي للمعارضات المسلحة؟"، أرجو من سيادتكم الاطلاع عليها، إذ لفتت انتباه بعض كبار المسؤولين عندكم وأيدوا بعض الاقتراحات فيها، وقد بدأتها بالتالي مما يخص موضوع رسالتي لكم:
(... وأدرك أن هذا التكريم لعربي ناقد مثلي يحاول ألا يسكت عن باطل سببه صفاء الرؤية في التفريق بين المظالم الداخلية -وما أكثرها عند جميع أنظمتنا العربية لا يستثنى منها أحد- وبين تعرض الدولة -بما فيها النظام السياسي- للعدوان الخارجي. وإنني لأدرك أن هذه الدعوة حدثت رغم أن الداعين المحترمين يعلمون علم اليقين أن المدعو في الوقت الذي سيعلن فيه تضامنه وتضامن الشرفاء من الأمة مع سوريا شعباً ودولة ونظاماً في هذه الظروف (إعلان أميركا وفرنسا بأن النظام السوري آيل للسقوط خلال بضعة شهور) التي لا تقبل التخلي، فإن مصداقية ذلك التضامن ستهوي إلى الحضيض ما لم تقترن بالمطالبات المتشددة برد المظالم الداخلية في الدولة المتضامن معها وإعادة ما صودر من حريات مقدسة شرعياً ودستورياً، وأثمن عالياً لأصحاب الدعوة الأكارم ثقتهم بشخصي وثقتهم بأن مقاصدي لا يمكن لها أن تخرج عن خدمة الأمة وسوريا الحبيبة التي هي بمثابة القلب من جسم الأمة. فعدا عن أن الظلم مرتعه وخيم وعن أن العدل أساس الملك، وعدا عن الخوف من الإرهاب المؤيد بالرهبة الربانية والمتمثل في دعوة المظلوم التي ليس بينها وبين الله حجاب، فإن مصادرة الحريات الأساسية -التي هي هبة الله- خصومة مع الله وفيها مقتلة للإبداع، فلا إبداع في غياب النقد، وعندما يغيب الإبداع تزحف الهزيمة على أقوام عقولهم شلها الخوف ومجتمعات فككتها الرهبة من تجاوزات العين الأمنية....).
أخي سيادة الدكتور
فضلاً عن أن الحريات الأساسية للمواطنين حق لا يخضع للأهواء فإن طريقة التعامل مع المنتقدين لسياسة الدولة وللحريات فيها تشكل أكبر ضعف في خاصرة سوريا العزيزة التي تحتاج إلى أقصى تحصين من أجل أن تلبي طموحاتنا جميعاً في النجاح في قيادة المتمسكين برفض الصهينة والغرق في مستنقعات الصهيونية.
إن الأذى الذي يلحق بسوريا بسجن أحد المعارضين لهو أكبر بكثير من الأذى الذي قد يلحق بها بإبقائه طليقاً حراً، هذا في ما يخص المعارضين الذين لا نوافقهم الرأي لا أنتم ولا نحن، فكيف بالمعارضين الذين نعرفهم عن قرب ونعرف منذ عشرات السنوات مقدار إخلاصهم لسوريا وللعروبة ولكنهم يخالفونكم الرأي.
إن الشعب العربي السوري هو الأوعى عربياً بقوميته، ويرفض رفضاً باتا أي علاقة لأي جهة داخلية مع الأعداء الخارجيين، وينقلب على أي ممن يؤيدهم حال اكتشاف عمالة عنده، ففي هذه تصدق في سوريا قبل غيرها مقولة ومبدأ "كل مواطن خفير"، ويجب على السوريين أن يهنؤوا بهذه المسلمة، وأن يطمئن الشعب والنظام قبل الشعب بأن الأعداء لا يستطيعون اختراق ضمير سوريا النقي، ولا يحتاج الأمر إلى تدخلات أمنية في وجه من سينبذه الشعب قولاً واحداً. هذه حقيقة يجب أن تكون المسلمة الأولى في منطلقاتنا للإصلاح.
إن عشرات المعارضين السوريين الوطنيين الذين أعرفهم وأحترمهم ويحبونني وأحبهم لا يمكن أن يحلموا بأن يكونوا أدوات أجنبية. فالنصيحة الأولى التي أبثها لرئيس أحبه، كنت قد عارضت بامتعاض شديد de jure طريقة توليه الحكم الذي لا نقبل أن تتكرر، أصبحت de facto معجباً بأدائه الخارجي، وإخراجه سوريا رافعة الرأس من مخططات رهيبة أرادت تحطيمها فخرجت قوة مهابة عزيزة في المنطقة.
لكن هذا في منطقي الهندسي كمن أصلح هيكل المبنى وتأخر في إعادة تقوية هذا المبنى الجميل، ودون أن يجري الإصلاحات الداخلية للمبنى وديكوراته، والأهم دون إعادة تقوية أساساته لكي يسكن براحة وتمتع يليقان بقوة المبنى الخارجي.
ومع أن الوقت يمر سريعاً كما أبديت لكم رأيي سابقاً قبل أسابيع قليلة، ويخشى أن تنقلب المطالب النبيلة بالإصلاح، والتي لم أجد عندكم ممانعة فيها، بل وجدتكم صاحب مشروع فيها، إلى طاقات يسبب التأخر في التجاوب معها والطريقة التقليدية في تعامل أجهزة محنطة معها، واختباء السياسيين المحافظين وراء اتهامات هي أوهى من بيت العنكبوت (أيد خارجية! مندسون! إلخ)، مما لا يقنع حتى الصبية، تنقلب تلك المطالبات إلى صدامات لا يرغب فيها أحد وتنزلق بنا إلى المهاوي.
ولا يمكننا إلا أن نقدر إيجاباً مواقف جمهور واسع من معارضين سوريين اختاروا بنبل وطني، وبحكمة ووعي أن يتجاوزوا الوقوف عند الصدامات الدموية الأليمة التي حدثت قبل عقود ثلاثة، وما نتج بعدها من عذابات بالسجن والهجرة وغيرها، ليتطلعوا إلى مستقبل سوريا: إلى سوريا للجميع. هي ليست لهم وحدهم ولا للمنفردين بالسلطة وحدهم، وإنما لجميعهم على أساس جديد من حرية وعدالة ومساواة وتداول لسلطة الشعب مصدر كل سلطة. إنها نظرة لا تختلف عما فهمته منكم إلا بالسرعة المطلوبة للتنفيذ، سرعة إن لم نتحرك على وقع ما تفرضه حركة التاريخ الذي يصنع هذه الأيام فإنها قد تضع من أخلص في التجاوب معها وكأنه في خندق الممانعين لحدوثها. ولابد من الاستفادة من الطريقة المبدعة الراقية العادلة التي تصدى بها المغرب الشقيق مثلاً لمعالجة مظالم الماضي بلجنة المصارحة والاعتراف والاعتذار، التي نقلت المغرب من توقف عند ماض يفجر المستقبل إلى مستقبل لم يتجاهل الماضي، بل عالجه بمواطنة نبيلة مبدعة لم تغفله ولم تتركه بل تجاوزته بمسامحة مجتمعية، كما يقول شيوخ عشائرنا بالعامية "وقف حقك أولاً ثم فوته" (سماح عند قدرة).
أخي الفاضل الرئيس بشار سدده الله
قد سررت لتعرفي شخصياً على صحة ما سمعته من إيجابيات في شخصكم الكريم، فلم أستشف أبداً أي لف ودوران أو تلاعب بالألفاظ كما هي عادة من يكون في موقعكم المتعرض لمثل هذه الضغوط الهائلة، فلم نترك موضوعاً لم نتكلم عنه، إن كان فساداً أو طائفية أو تبلد حكم أو غيره، مع أنني نسيت التطرق إلى مشكلة مظالم إخواننا المواطنين الأكراد فأرسلت رأيي شفاهاً مع الفاضلة (المستشارة في الرئاسة السورية) الدكتورة بثينة (شعبان) بضرورة الاستفادة من تجربة (رئيس الوزراء التركي طيب) أردوغان الجريئة في التصدي للمشكلة نفسها في تركيا، خصوصاً وقد سمعت منكم إعجاباً كبيراً بتجربة تركيا في معالجة العديد من الملفات. ولكنني خرجت غير مرتاح أبداً من تفاوت السرعة فيما ترون فعله مع السرعة التي تتطلبها الظروف التي لا ترحم أهداف المتباطئين.
بالنتيجة ألخص:
1. من حق الشعب الحصول على حقوقه السياسية في حرية منحته إياها السماء في برنامج زمني حثيث واضح.
2. من الخطأ القاتل أن يشكك في المطالب العادلة للناس على أن وراءها جهات غير وطنية، فهي نابعة من جذور الناس وبالأخص من الشباب، ومعظم من يلتحق بتأييدهم وطنيون غيورون فخورون بمواقف بلادهم العروبية، أما القلة ممن لهم علاقات مكشوفة مع أعداء سوريا فلا يجدون احتراماً أو تجاوباً لدى الشعب وتجاهلهم وتجاهل تأثيرهم دون تضخيم (مع الإدانة طبعاً)، وعدم وصف الغالبية الساحقة من الناس بأوصاف هؤلاء هو الطريق السليم. وبعكس ذلك نقع في أهم مغالطة تقلب الحقائق وتتسبب في رفع سقف المطالب لتتصدى لتهم غير واقعية.
3. إن التصريحات المحنطة غير مقبولة من أصدقائكم فكيف بالمحايدين أو الخصوم؟ كالإعلان عن "عصابة مسلحة اندست بين الناس". خصوصاً أن المندسين الحقيقيين هم الذين اندسوا في النظام يعيثون فسادا ويسومون الناس خسفاً حتى تماهوا معه فأصبحوا هم النظام واقعياً. وهؤلاء المندسون الذين انتقل اندساسهم إلى وجود عضوي متماه هم المستهدفون بالشكوى الدائمة من المواطنين.
4. إن شخص الرئيس ما زال موضع ثقة ومحبة شعبية يجب أن تحمى أولاً من التآكل بسبب التصرفات المحنطة للأجهزة المختلفة. ثم تستثمر حالاً ومباشرة مع الناس متجاوزة لجانا وهيئات وشخصيات وإن عرف بعضها بالنظافة، إلا أن الثقة بجرأة هؤلاء على المجاهرة بما يعتقدون صحته تكاد تكون معدومة. إنها أهم قوة قادرة على إجراء التغيير السلمي السلس الذي هو جزء من قناعات صاحبها وليست مخالفة لتوجهاته.
5. إن أكبر خصم للتغيير هو أسهل الخصوم للتغلب عليه. إنه عدم وجود قنوات بين المطالبين بالتغيير وبين الرئيس القانع بضرورة إجراء التغيير، بل خيوط عنكبوت، وإن فتح قنوات اتصالات مباشرة بين الرئيس صاحب الكاريزما القوية وبين المجموعات الشبابية الراغبة في التغيير هو وحده الكفيل بهزيمة ذلك الخصم الذي هو اليوم أقرب للوهم، قبل أن يتطور الخصم إلى وجود مادي يدفع بالرئيس من خندق شعبه إلى خندق المشتكى منهم جذرياً. الرئيس وليس غيره (أكرر وليس غيره) هو الذي يجب أن يفتح أبوابه لهم ويجلس إليهم ساعات وساعات بفترات لا تتجاوز الأسبوع دون حاجب، مع إعطائهم الأمان بأن لا أحد يسمح له باضطهادهم على آرائهم ونصائحهم ومطالبهم، وأنهم هم شباب وشابات الرئيس، وأن من يمسهم يمس الرئيس: رئيس جميع السوريين وليس رئيس فئة منهم فقط، معظمهم من المطبلين المزمرين الغارقين في رشاوى الرتع، والذين يتنصلون من صاحبهم كما تنصل نظراؤهم من مبارك وانقلب معظمهم اليوم بنفاق مقرف إلى تمجيد ثورة 25 يناير.
6. أليست سورية وريثة بني أمية؟ فأين هي من مقولة الداهية المحنك مؤسس الدولة الأموية :"نحن لا نحول بين الناس وبين ألسنتهم ما لم يحولوا بيننا وبين ملكنا".
إن الغالبية الساحقة لا تطالب بإسقاط النظام! فلماذا يحال بينهم بين مطالبهم؟ إن هذا طريق محنط بعيد كلياً عن الحكمة، وأثبت فشله في كل الساحات، ويخرجنا من وحدة الشعب والنظام الذي يريد إصلاحه إلى خندقين لا ثالث لهما: إما الشعب وإما النظام!، ولقد أجمع الفقهاء على أن الله لينصر الدولة الكافرة العادلة على الدولة المؤمنة الظالمة، إذ إن العدل هو أساس الملك.
7. إن فتح جسر حقيقي متين بين الرئيس وشباب سوريا لا يمنع من ضرورة الإصغاء إلى الحكماء من الكهول الذين أثبتوا جرأة في قول الحق مع إخلاص لا يزايد أحد عليهم فيه. وأتعجب من التعامل السلبي مثلاً مع شخص أعرفه عن قرب كان قد أذهل رجال النظام الذين كانوا وما زالوا يصنفونه زوراً بالعداء عندما ترأس لجنة شعبية طافت القامشلي وريفها لتنهي أحداثها بوثيقة موقعة منهم تؤكد ثوابت: 1 وحدة التراب السوري، 2 وحدة العلم السوري، وعاد إلى دمشق مطالباً بتحقيق مطالب القامشلي التي نفذت حالاً (أحدها موضوع جوازات السفر بدئ بتنفيذه ثم توقف بلا سبب بل بضرر كبير). إنه الأستاذ هيثم المالح الذي يحظى بالاحترام الشخصي لمضطهديه قبل نظرائه، والذي لم تتطرق مداخلاته ومذكراته التي يجب أن تدرس في كليات الحقوق إلا للإصلاحات القانونية أو قل لإصلاحات السلوكيات فوق القانونية، ولم يجب على مذكراته بمذكرات مخالفة (منها سبع مذكرات أرسلت إلى الرئيس الدكتور بشار). إن أستاذنا الفاضل يستحق أن تفتح له أبواب قصر الشعب دون حجاب ليدخل ويخرج دون إذن ليستفاد من دراساته غير المجاملة ولكنها بكل تأكيد غير عدوانية بدلاً من أبواب السجون. بمثل هؤلاء الخصوم زعماً لا يحتاج النظام إلى أصدقاء يزورون له الحقائق، وليهنأ بمثل هؤلاء الخصوم عندما يكون كثير من أصدقائه سبب غصة وليس هناء.
السيد الرئيس سدده الله
إن الإفراج عن السجناء والموقوفين سياسياً علاوة على أنه حق هو فرج لسوريا نظاماً وشعباً. وبقاؤهم كما هم هو متفجرة اجتماعية سياسية خطيرة. الإفراج عنهم دواء وبقاؤهم جانب لا يستهان به من الداء. وإنني كمواطن عربي محب أعتبر سوريا مني وأنا منها لأنصح وأنتظر من سيادتكم القيام بثورة بيضاء معلنة تجتثون فيها الفساد، وتساوون فيها بالحرية السياسية بين التنظيمات السياسية المنطلقة وبين البعث، وتجرون مصالحة تاريخية بين الفئة الكبيرة من المظلومين وبين النظام في أحداث لم تكونوا مسؤولين عنها. فالملك محمد السادس ليس أولى منكم بذلك، وأكرر نصيحتي التي أنت أهل لها: استثمر شخصيتك المحبوبة والكاريزما الشجاعة التي حباك المولى بها على الطريقة العبقرية للملك حسين رحمه الله الذي ذهب شخصياً ليطلق سراح المحكوم عليه بالإعدام اللواء صادق الشرع في الستينيات، واستقطب معظم إن لم يكن كل المطالبين برأسه ليصبحوا من أركان دولته.
ولتكن درعا مثل معان 1989 التي رفضت استقبال ولي العهد ونائب الملك حتى حضر الملك ودخلها مرحباً به كأمل لحل مشاكلها ومشاكل الأردن. اذهب إليهم وإلى حماة وحمص واللاذقية وغيرها ببساطتك دون إشعار الحراسات المكثفة، وانظر كيف سيقلب تواضعك الأصيل النار إلى برد وسلام. وإني لمطمئن بأن شعبك المتظاهر بحدة هو نفسه سيكون حرسك، وستفعل وإياهم الأعاجيب وتردون معاً كيد الشامتين. إن رد المظالم لهو أساس الملك.
إنها رسالة من محب مقدر لشعب سوريا العربي الأبي ولشخصكم الكريم.
اللهم النصيحة أريد! اللهم احم سوريا والشعب العربي السوري العظيم، وسدد خطى رئيسها على طريق خيرها كما سددته على خير صمود الأمة العربية.
والسلام
أخوكم
المخلص لأمته العربية وللصالحين من قياداتها

المهندس ليث الشبيلات

رسالة ليث شبيلات الى بشار الاسد


ة الرئيسية-

ملفات ساخنة

النص الكامل لرسالة ليث شبيلات الى الاسد ..!!

2011-05-04
عمان جو - وجه المعارض البارز ليث شبيلات رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، دعاه فيها للاستجابة لمطالب الشعب السوري بالحرية، معتبرا أن رد المظالم هو أساس الملك، وانتقد تعامل السلطات السورية مع "المعارضين البارزين المخلصين لسوريا"، خاصة المعارض هيثم المالح.
وقال شبيلات إن الرسالة أرسلت للأسد نهاية آذار الماضي بعد ثلاثة أسابيع من لقائه به في دمشق، حيث قدم له النصيحة بالإسراع بالإصلاح أمام موجات الثورات العربية، قبل أن يتحول الرئيس إلى "مشتك من الشعب" المطالب بالإصلاح.
وأكد شبيلات المعروف بعلاقاته الحميمة مع النظام السوري، أنه ينطلق في نصيحته من كونه محبا لسوريا ومؤيدا لمواقفها في الممانعة والمقاومة.
ووجه شبيلات نقدا لاذعا للروايات التي خرجت عن أركان النظام، والتي وصفت المتظاهرين بالمندسين وأصحاب الأجندات الخارجية، واصفا أجهزة النظام بـ"المحنطة".
وقال شبيلات -في رسالته المطولة، التي قال إنها وصلت إلى الأسد عن طريق مستشارته بثينة شعبان- إن "فتح قنوات اتصالات مباشرة بين الرئيس صاحب الكاريزما القوية وبين المجموعات الشبابية الراغبة في التغيير هو وحده الكفيل بهزيمة ذلك الخصم الذي هو اليوم أقرب للوهم، قبل أن يتطور الخصم إلى وجود مادي يدفع بالرئيس من خندق شعبه إلى خندق المشتكى منهم جذرياً".
وتابع أن "الرئيس وليس غيره (أكرر وليس غيره) هو الذي يجب أن يفتح أبوابه لهم ويجلس إليهم ساعات وساعات بفترات لا تتجاوز الأسبوع دون حاجب، مع إعطائهم الأمان بأن لا أحد يسمح له باضطهادهم على آرائهم ونصائحهم ومطالبهم، وأنهم هم شباب وشابات الرئيس، وأن من يمسهم يمس الرئيس، رئيس جميع السوريين وليس رئيس فئة منهم فقط، معظمهم من المطبلين المزمرين الغارقين في رشاوى الرتع، والذين يتنصلون من صاحبهم كما تنصل نظراؤهم من مبارك، وانقلب معظمهم اليوم بنفاق مقرف إلى تمجيد ثورة 25 يناير".
ودعا الرئيس للتوجه شخصيا إلى مدن درعا وحمص وحماة، وأن يتخذ قرارات جريئة ترد المظالم لأهلها قبل أن تتفاقم الأمور، ودعاه للاقتداء بالعاهل الأردني الراحل الحسين بن طلال، عندما حول المعارضين المطالبين برأسه في ستينيات القرن الماضي إلى جزء من النظام، وعندما توجه لمدينة معان عام 1989 بعد أحداث هبة نيسان، رغم أن المدينة رفضت استقبال ولي العهد، قبل استقبالها للملك.
كما طالب الأسد بالاقتداء بالنموذج المغربي، وقال في الرسالة إنه "لا بد من الاستفادة من الطريقة المبدعة الراقية العادلة التي تصدى بها المغرب الشقيق -مثلاً- لمعالجة مظالم الماضي بلجنة المصارحة والاعتراف والاعتذار، التي نقلت المغرب من توقف عند ماض يفجر المستقبل إلى مستقبل لم يتجاهل الماضي، بل عالجه بمواطنة نبيلة مبدعة".
وفي وقت سابق كان شبيلات قد وجه رسالة مباشرة إلى جلالة الملك عبد الله الثاني حملت نقدا لإدارة الحكم، ودعاه للإصلاح .
وفيما يلي نص الرسالة:
سيادة الأخ الدكتور بشار الأسد
رئيس الجمهورية السورية العتيدة المحترم
25-3-2011
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
تعلمون جيداً كم نحن مؤيدون لمواقف سوريا القومية وخندق الممانعة الذي تقوده، فمن هذا المنطلق، أي من خندق المحبين المتحالفين أبث هذه الرسالة، دفاعاً عن النفس قبل الدفاع عن أي موقف أو شخص يرد ذكره.
دفاعا عن النفس إذ إن خصومنا من المستسلمين للعدوان على الأمة المقبلين على صهينة أنفسهم ومجتمعاتهم يغمزون من قناتنا فيما يخص دعمنا وتأييدنا لمواقفكم. والثغرة الكبيرة التي ينفذون منها دون أن نستطيع الدفاع عن أنفسنا منها هي موضوع الحرية السياسية.
ففي الوقت الذي يعرف الجميع أننا مناضلون من أجل الحرية وحقوق الإنسان ونحظى في ذلك -بالإضافة إلى التأييد الجماهيري- بتأييدكم وإعجابكم، لا نستطيع أن نفسر للناس غياب جهودنا الحميدة لتحسين وضع الحريات في سوريا، فيصورون نبل موقفنا في دعمكم على أنه ازدواجية في المعايير!
هذا حالنا وحال العشرات من المناضلين في العالم العربي الذين نشاركهم موقفهم الإيجابي من سوريا الصامدة.
ويجب ألا يخفى عليكم مقدار التنازع الداخلي الذي يمر به كل واحد فينا بين اندفاعه الكبير في الدفاع عن الحريات في بلده ودفعه غالياً ثمن ذلك، وبين ضعف تدخله الجهري في ملف حقوق الإنسان في سوريا.
قبل ثلاث سنوات تشرفت بتلبية دعوة وزارة الإعلام السورية في النشاط الثقافي الذي ينظمه الأستاذ مناف فلاح لإلقاء محاضرة في مكتبة الأسد عنوانها: "لمن الكلمة اليوم أهي للأنظمة؟ أم للمعارضات السلمية؟ أم هي للمعارضات المسلحة؟"، أرجو من سيادتكم الاطلاع عليها، إذ لفتت انتباه بعض كبار المسؤولين عندكم وأيدوا بعض الاقتراحات فيها، وقد بدأتها بالتالي مما يخص موضوع رسالتي لكم:
(... وأدرك أن هذا التكريم لعربي ناقد مثلي يحاول ألا يسكت عن باطل سببه صفاء الرؤية في التفريق بين المظالم الداخلية -وما أكثرها عند جميع أنظمتنا العربية لا يستثنى منها أحد- وبين تعرض الدولة -بما فيها النظام السياسي- للعدوان الخارجي. وإنني لأدرك أن هذه الدعوة حدثت رغم أن الداعين المحترمين يعلمون علم اليقين أن المدعو في الوقت الذي سيعلن فيه تضامنه وتضامن الشرفاء من الأمة مع سوريا شعباً ودولة ونظاماً في هذه الظروف (إعلان أميركا وفرنسا بأن النظام السوري آيل للسقوط خلال بضعة شهور) التي لا تقبل التخلي، فإن مصداقية ذلك التضامن ستهوي إلى الحضيض ما لم تقترن بالمطالبات المتشددة برد المظالم الداخلية في الدولة المتضامن معها وإعادة ما صودر من حريات مقدسة شرعياً ودستورياً، وأثمن عالياً لأصحاب الدعوة الأكارم ثقتهم بشخصي وثقتهم بأن مقاصدي لا يمكن لها أن تخرج عن خدمة الأمة وسوريا الحبيبة التي هي بمثابة القلب من جسم الأمة. فعدا عن أن الظلم مرتعه وخيم وعن أن العدل أساس الملك، وعدا عن الخوف من الإرهاب المؤيد بالرهبة الربانية والمتمثل في دعوة المظلوم التي ليس بينها وبين الله حجاب، فإن مصادرة الحريات الأساسية -التي هي هبة الله- خصومة مع الله وفيها مقتلة للإبداع، فلا إبداع في غياب النقد، وعندما يغيب الإبداع تزحف الهزيمة على أقوام عقولهم شلها الخوف ومجتمعات فككتها الرهبة من تجاوزات العين الأمنية....).
أخي سيادة الدكتور
فضلاً عن أن الحريات الأساسية للمواطنين حق لا يخضع للأهواء فإن طريقة التعامل مع المنتقدين لسياسة الدولة وللحريات فيها تشكل أكبر ضعف في خاصرة سوريا العزيزة التي تحتاج إلى أقصى تحصين من أجل أن تلبي طموحاتنا جميعاً في النجاح في قيادة المتمسكين برفض الصهينة والغرق في مستنقعات الصهيونية.
إن الأذى الذي يلحق بسوريا بسجن أحد المعارضين لهو أكبر بكثير من الأذى الذي قد يلحق بها بإبقائه طليقاً حراً، هذا في ما يخص المعارضين الذين لا نوافقهم الرأي لا أنتم ولا نحن، فكيف بالمعارضين الذين نعرفهم عن قرب ونعرف منذ عشرات السنوات مقدار إخلاصهم لسوريا وللعروبة ولكنهم يخالفونكم الرأي.
إن الشعب العربي السوري هو الأوعى عربياً بقوميته، ويرفض رفضاً باتا أي علاقة لأي جهة داخلية مع الأعداء الخارجيين، وينقلب على أي ممن يؤيدهم حال اكتشاف عمالة عنده، ففي هذه تصدق في سوريا قبل غيرها مقولة ومبدأ "كل مواطن خفير"، ويجب على السوريين أن يهنؤوا بهذه المسلمة، وأن يطمئن الشعب والنظام قبل الشعب بأن الأعداء لا يستطيعون اختراق ضمير سوريا النقي، ولا يحتاج الأمر إلى تدخلات أمنية في وجه من سينبذه الشعب قولاً واحداً. هذه حقيقة يجب أن تكون المسلمة الأولى في منطلقاتنا للإصلاح.
إن عشرات المعارضين السوريين الوطنيين الذين أعرفهم وأحترمهم ويحبونني وأحبهم لا يمكن أن يحلموا بأن يكونوا أدوات أجنبية. فالنصيحة الأولى التي أبثها لرئيس أحبه، كنت قد عارضت بامتعاض شديد de jure طريقة توليه الحكم الذي لا نقبل أن تتكرر، أصبحت de facto معجباً بأدائه الخارجي، وإخراجه سوريا رافعة الرأس من مخططات رهيبة أرادت تحطيمها فخرجت قوة مهابة عزيزة في المنطقة.
لكن هذا في منطقي الهندسي كمن أصلح هيكل المبنى وتأخر في إعادة تقوية هذا المبنى الجميل، ودون أن يجري الإصلاحات الداخلية للمبنى وديكوراته، والأهم دون إعادة تقوية أساساته لكي يسكن براحة وتمتع يليقان بقوة المبنى الخارجي.
ومع أن الوقت يمر سريعاً كما أبديت لكم رأيي سابقاً قبل أسابيع قليلة، ويخشى أن تنقلب المطالب النبيلة بالإصلاح، والتي لم أجد عندكم ممانعة فيها، بل وجدتكم صاحب مشروع فيها، إلى طاقات يسبب التأخر في التجاوب معها والطريقة التقليدية في تعامل أجهزة محنطة معها، واختباء السياسيين المحافظين وراء اتهامات هي أوهى من بيت العنكبوت (أيد خارجية! مندسون! إلخ)، مما لا يقنع حتى الصبية، تنقلب تلك المطالبات إلى صدامات لا يرغب فيها أحد وتنزلق بنا إلى المهاوي.
ولا يمكننا إلا أن نقدر إيجاباً مواقف جمهور واسع من معارضين سوريين اختاروا بنبل وطني، وبحكمة ووعي أن يتجاوزوا الوقوف عند الصدامات الدموية الأليمة التي حدثت قبل عقود ثلاثة، وما نتج بعدها من عذابات بالسجن والهجرة وغيرها، ليتطلعوا إلى مستقبل سوريا: إلى سوريا للجميع. هي ليست لهم وحدهم ولا للمنفردين بالسلطة وحدهم، وإنما لجميعهم على أساس جديد من حرية وعدالة ومساواة وتداول لسلطة الشعب مصدر كل سلطة. إنها نظرة لا تختلف عما فهمته منكم إلا بالسرعة المطلوبة للتنفيذ، سرعة إن لم نتحرك على وقع ما تفرضه حركة التاريخ الذي يصنع هذه الأيام فإنها قد تضع من أخلص في التجاوب معها وكأنه في خندق الممانعين لحدوثها. ولابد من الاستفادة من الطريقة المبدعة الراقية العادلة التي تصدى بها المغرب الشقيق مثلاً لمعالجة مظالم الماضي بلجنة المصارحة والاعتراف والاعتذار، التي نقلت المغرب من توقف عند ماض يفجر المستقبل إلى مستقبل لم يتجاهل الماضي، بل عالجه بمواطنة نبيلة مبدعة لم تغفله ولم تتركه بل تجاوزته بمسامحة مجتمعية، كما يقول شيوخ عشائرنا بالعامية "وقف حقك أولاً ثم فوته" (سماح عند قدرة).
أخي الفاضل الرئيس بشار سدده الله
قد سررت لتعرفي شخصياً على صحة ما سمعته من إيجابيات في شخصكم الكريم، فلم أستشف أبداً أي لف ودوران أو تلاعب بالألفاظ كما هي عادة من يكون في موقعكم المتعرض لمثل هذه الضغوط الهائلة، فلم نترك موضوعاً لم نتكلم عنه، إن كان فساداً أو طائفية أو تبلد حكم أو غيره، مع أنني نسيت التطرق إلى مشكلة مظالم إخواننا المواطنين الأكراد فأرسلت رأيي شفاهاً مع الفاضلة (المستشارة في الرئاسة السورية) الدكتورة بثينة (شعبان) بضرورة الاستفادة من تجربة (رئيس الوزراء التركي طيب) أردوغان الجريئة في التصدي للمشكلة نفسها في تركيا، خصوصاً وقد سمعت منكم إعجاباً كبيراً بتجربة تركيا في معالجة العديد من الملفات. ولكنني خرجت غير مرتاح أبداً من تفاوت السرعة فيما ترون فعله مع السرعة التي تتطلبها الظروف التي لا ترحم أهداف المتباطئين.
بالنتيجة ألخص:
1. من حق الشعب الحصول على حقوقه السياسية في حرية منحته إياها السماء في برنامج زمني حثيث واضح.
2. من الخطأ القاتل أن يشكك في المطالب العادلة للناس على أن وراءها جهات غير وطنية، فهي نابعة من جذور الناس وبالأخص من الشباب، ومعظم من يلتحق بتأييدهم وطنيون غيورون فخورون بمواقف بلادهم العروبية، أما القلة ممن لهم علاقات مكشوفة مع أعداء سوريا فلا يجدون احتراماً أو تجاوباً لدى الشعب وتجاهلهم وتجاهل تأثيرهم دون تضخيم (مع الإدانة طبعاً)، وعدم وصف الغالبية الساحقة من الناس بأوصاف هؤلاء هو الطريق السليم. وبعكس ذلك نقع في أهم مغالطة تقلب الحقائق وتتسبب في رفع سقف المطالب لتتصدى لتهم غير واقعية.
3. إن التصريحات المحنطة غير مقبولة من أصدقائكم فكيف بالمحايدين أو الخصوم؟ كالإعلان عن "عصابة مسلحة اندست بين الناس". خصوصاً أن المندسين الحقيقيين هم الذين اندسوا في النظام يعيثون فسادا ويسومون الناس خسفاً حتى تماهوا معه فأصبحوا هم النظام واقعياً. وهؤلاء المندسون الذين انتقل اندساسهم إلى وجود عضوي متماه هم المستهدفون بالشكوى الدائمة من المواطنين.
4. إن شخص الرئيس ما زال موضع ثقة ومحبة شعبية يجب أن تحمى أولاً من التآكل بسبب التصرفات المحنطة للأجهزة المختلفة. ثم تستثمر حالاً ومباشرة مع الناس متجاوزة لجانا وهيئات وشخصيات وإن عرف بعضها بالنظافة، إلا أن الثقة بجرأة هؤلاء على المجاهرة بما يعتقدون صحته تكاد تكون معدومة. إنها أهم قوة قادرة على إجراء التغيير السلمي السلس الذي هو جزء من قناعات صاحبها وليست مخالفة لتوجهاته.
5. إن أكبر خصم للتغيير هو أسهل الخصوم للتغلب عليه. إنه عدم وجود قنوات بين المطالبين بالتغيير وبين الرئيس القانع بضرورة إجراء التغيير، بل خيوط عنكبوت، وإن فتح قنوات اتصالات مباشرة بين الرئيس صاحب الكاريزما القوية وبين المجموعات الشبابية الراغبة في التغيير هو وحده الكفيل بهزيمة ذلك الخصم الذي هو اليوم أقرب للوهم، قبل أن يتطور الخصم إلى وجود مادي يدفع بالرئيس من خندق شعبه إلى خندق المشتكى منهم جذرياً. الرئيس وليس غيره (أكرر وليس غيره) هو الذي يجب أن يفتح أبوابه لهم ويجلس إليهم ساعات وساعات بفترات لا تتجاوز الأسبوع دون حاجب، مع إعطائهم الأمان بأن لا أحد يسمح له باضطهادهم على آرائهم ونصائحهم ومطالبهم، وأنهم هم شباب وشابات الرئيس، وأن من يمسهم يمس الرئيس: رئيس جميع السوريين وليس رئيس فئة منهم فقط، معظمهم من المطبلين المزمرين الغارقين في رشاوى الرتع، والذين يتنصلون من صاحبهم كما تنصل نظراؤهم من مبارك وانقلب معظمهم اليوم بنفاق مقرف إلى تمجيد ثورة 25 يناير.
6. أليست سورية وريثة بني أمية؟ فأين هي من مقولة الداهية المحنك مؤسس الدولة الأموية :"نحن لا نحول بين الناس وبين ألسنتهم ما لم يحولوا بيننا وبين ملكنا".
إن الغالبية الساحقة لا تطالب بإسقاط النظام! فلماذا يحال بينهم بين مطالبهم؟ إن هذا طريق محنط بعيد كلياً عن الحكمة، وأثبت فشله في كل الساحات، ويخرجنا من وحدة الشعب والنظام الذي يريد إصلاحه إلى خندقين لا ثالث لهما: إما الشعب وإما النظام!، ولقد أجمع الفقهاء على أن الله لينصر الدولة الكافرة العادلة على الدولة المؤمنة الظالمة، إذ إن العدل هو أساس الملك.
7. إن فتح جسر حقيقي متين بين الرئيس وشباب سوريا لا يمنع من ضرورة الإصغاء إلى الحكماء من الكهول الذين أثبتوا جرأة في قول الحق مع إخلاص لا يزايد أحد عليهم فيه. وأتعجب من التعامل السلبي مثلاً مع شخص أعرفه عن قرب كان قد أذهل رجال النظام الذين كانوا وما زالوا يصنفونه زوراً بالعداء عندما ترأس لجنة شعبية طافت القامشلي وريفها لتنهي أحداثها بوثيقة موقعة منهم تؤكد ثوابت: 1 وحدة التراب السوري، 2 وحدة العلم السوري، وعاد إلى دمشق مطالباً بتحقيق مطالب القامشلي التي نفذت حالاً (أحدها موضوع جوازات السفر بدئ بتنفيذه ثم توقف بلا سبب بل بضرر كبير). إنه الأستاذ هيثم المالح الذي يحظى بالاحترام الشخصي لمضطهديه قبل نظرائه، والذي لم تتطرق مداخلاته ومذكراته التي يجب أن تدرس في كليات الحقوق إلا للإصلاحات القانونية أو قل لإصلاحات السلوكيات فوق القانونية، ولم يجب على مذكراته بمذكرات مخالفة (منها سبع مذكرات أرسلت إلى الرئيس الدكتور بشار). إن أستاذنا الفاضل يستحق أن تفتح له أبواب قصر الشعب دون حجاب ليدخل ويخرج دون إذن ليستفاد من دراساته غير المجاملة ولكنها بكل تأكيد غير عدوانية بدلاً من أبواب السجون. بمثل هؤلاء الخصوم زعماً لا يحتاج النظام إلى أصدقاء يزورون له الحقائق، وليهنأ بمثل هؤلاء الخصوم عندما يكون كثير من أصدقائه سبب غصة وليس هناء.
السيد الرئيس سدده الله
إن الإفراج عن السجناء والموقوفين سياسياً علاوة على أنه حق هو فرج لسوريا نظاماً وشعباً. وبقاؤهم كما هم هو متفجرة اجتماعية سياسية خطيرة. الإفراج عنهم دواء وبقاؤهم جانب لا يستهان به من الداء. وإنني كمواطن عربي محب أعتبر سوريا مني وأنا منها لأنصح وأنتظر من سيادتكم القيام بثورة بيضاء معلنة تجتثون فيها الفساد، وتساوون فيها بالحرية السياسية بين التنظيمات السياسية المنطلقة وبين البعث، وتجرون مصالحة تاريخية بين الفئة الكبيرة من المظلومين وبين النظام في أحداث لم تكونوا مسؤولين عنها. فالملك محمد السادس ليس أولى منكم بذلك، وأكرر نصيحتي التي أنت أهل لها: استثمر شخصيتك المحبوبة والكاريزما الشجاعة التي حباك المولى بها على الطريقة العبقرية للملك حسين رحمه الله الذي ذهب شخصياً ليطلق سراح المحكوم عليه بالإعدام اللواء صادق الشرع في الستينيات، واستقطب معظم إن لم يكن كل المطالبين برأسه ليصبحوا من أركان دولته.
ولتكن درعا مثل معان 1989 التي رفضت استقبال ولي العهد ونائب الملك حتى حضر الملك ودخلها مرحباً به كأمل لحل مشاكلها ومشاكل الأردن. اذهب إليهم وإلى حماة وحمص واللاذقية وغيرها ببساطتك دون إشعار الحراسات المكثفة، وانظر كيف سيقلب تواضعك الأصيل النار إلى برد وسلام. وإني لمطمئن بأن شعبك المتظاهر بحدة هو نفسه سيكون حرسك، وستفعل وإياهم الأعاجيب وتردون معاً كيد الشامتين. إن رد المظالم لهو أساس الملك.
إنها رسالة من محب مقدر لشعب سوريا العربي الأبي ولشخصكم الكريم.
اللهم النصيحة أريد! اللهم احم سوريا والشعب العربي السوري العظيم، وسدد خطى رئيسها على طريق خيرها كما سددته على خير صمود الأمة العربية.
والسلام
أخوكم
المخلص لأمته العربية وللصالحين من قياداتها

المهندس ليث الشبيلات